Sunday, August 28, 2011

عن أهالى الدويقة (شارك فى كتابة هذه التدوينة مريم إبراهيم).


كثيرا ما سمعنا عن مشاكل العشوائيات وعدم توافر مساكن للعديد من ابناء هذا الوطن، لكن هذه المرة الكارثة فاقت كل التوقعات. بدأت الكارثة فى منطقة الدويقة حيث كان 110 أسرة يقطنون العشش لا يشعر بهم أحد ولا أحد يستمع الى ابسط احتياجاتهم الانسانية. هؤلاء الأسر البسيطة كانت أكبر أحلامها هي أربعة جدران تأويها من الحياة الغير ادمية فى العشش، حاولوا أن يقرعوا أبواب المسؤولين مرارا وتكرارا دون جدوى رغم توافر شقق المحافظة شاغرة. وبعد أحداث الثورة فوجئ هؤلاء البسطاء بمن يعرض عليهم شقق من مبنى المحافظة بثمن بخس، وكون هذا هو املهم الوحيد فى الحياة الكريمة ودرجة وعيهم لا تسمح بالتحقق فى الأمر، فقد انتقلوا الى هذه الشقق بعد تسديد ثمنها. لقد ظنوا انهم أخيرا وجدوا المأوى الذى طالما حلموا به ولكن لم يستمر الحلم طويلا. فبالرغم من قلة وعيهم ذهبوا الى جميع المسؤولين ليتأكدوا من أن وضعهم قانوني. فذهبوا تارة الى قسم الشرطة وتارة الى مبنى المحافظة و رئيس الحى وعدهم الجميع بما فيهم السيد المحافظ بتقنين وضعهم وطمأنهم بأنه من المستحيل أن يسلب منهم احدا هذه الشقق. و قد قال لهم هانى محفوظ رئيس المباحث ف ذلك الوقت فى ندوة أقامها لتحسين صورة الشرطة “متخفوش يا جماعة الشقق ديه بتاعتكم و محدش يقدر يخرجكم منها” كما وعدهم ضباط الجيش نفس الوعد. واذ بهم يفاجأون ذات يوم  أن يحضر الى المنطقة قوات جيش وشرطة أخرجوا بعض السكان من منازلهم. وبعد ذلك بعدة أيام جاء الضابط حسام العشماوى، رغبة منه فى فرض سيطرته على المنطقة وإعادة هيبته، حاول إخراجهم من الشقق لكنهم تصدوا له. فما به الا ان قام بالقبض على جميع البلطجية الذين كسروا الشقق فى أحداث الثورة وباعوها هؤلاء الأهالى وقام بتحريض الأهالي الذين سبق طردهم من بيوتهم ضد الذين لم يتم طردهم بعد وجمع كل قواته و ذهب لطردهم من منازلهم فخرجوا من البيوت بسرعة قبل أن يتم ضربهم وإهانتهم مرة أخرى. هم الأن يعيشون فى خيم فى الشارع بجانب العمارات التي سكنوا فيها لمدة 6 أشهر والعجيب أنه فى اليوم التالي تم تسكين هذه الشقق لعائلات معظمها من خارج القاهرة أصلا ومعظمهم باعوها. بينما ينتظر هؤلاء أن يصلهم جواب السكن ذهبوا للتظاهر أمام القسم فأمر حسام العشماوى إحدى مدرعات الجيش بدهس سيدة منهم ولولا أن أزاحها الرجال عن الطريق لكانت فى تعداد الموتى الأن. فنحن الان أمام 110 أسرة لا مأوى لديهم سوى الشارع بدون أدنى درجات الحياة الانسانية وقد عرفت الأمراض طريقها الى معظمهم لظروف الحياة الصعبة. وحين قررت الدولة أن تجد حلا للموقف عرضت عليهم 24 شقة فى منطقة أخرى نائية. فكيف ل110 أسرة أن يعيشوا مكدسين فى 24 شقة فقط!! وهل هذا هو عقابهم على وثوقهم فى وعود الوزير؟؟ 
أم هو عقاب حلمهم بسقف يأويهم؟؟
لينك به بعض الصور: https://www.facebook.com/media/set/?set=a.10150743649045554.713707.533700553